ٳانطلاقاً من الزلزال الذي حصل في صريفا بتاريخ 15 شباط 2008 بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر وما تبعها من هزّات متلاحقة، قام المشرف على عدد من المشاريع المتعلّقة بالزّلازل والهزّات الأرضيّة في جامعة بيروت العربية الدكتور علي قعفراني بدراسة علميّة دقيقة، تطرح الكثير من التساؤلات أبرزها هي احتمال أن يكون هذا الزلزال نتيجة تفجيرات اسرائيليّة نوويّة في المياه الاقليمية.
وفي مقابلة مع الدكتور قعفراني أوضح فيها أن دراسته انطلقت من وقائع علميّة وهي أنّ الطاقة الأقصى لصدع الزرارية- صور تتراوح بين 3,8 الى 4,5 درجات بمقياس ريختر أي (10) ايرغ،وقال أن هذا الصدع لا يمكن أن يتحرّك طبيعيًّا أكثر من هكذا طاقة إلا إذا كانت الطاقة التي تحرّكه هي من صنع الانسان،والذي يمتلك تقنيّة تؤهّله من تحريك هكذا صدع هي إسرائيل. لأنّ تحريكه يتطلّب تقنيّة نوويّة لٳنتاج طاقة أكبر من (10) ايرغ،وطاقة التفجير النووي تعادل 1,2 مليون طن من المتفجرات النووية.
تصاريح غير بريئة
ربط الدكتور قعفراني في دراسته بين زلزال جرى في ولاية نيفادا الأميركية بقوة 6,3 درجات بتاريخ 21 شباط 2008 ،أي بعد 6 أيّام من زلزال صريفا وسط تكتّم ما ٳذا كان الزلزال ناتجاً عن تفجيرات نوويّة، إلاّ أن تصريح مدير مركز الزلازل والهزّات الأرضيّة في الكيان الصهيوني توقع بحصول زلزال في فالق صور-الزرارية بقوّة تتراوح بين 6 و7 درجات بمقياس ريختر. هنا تظهر العلاقة بين زلزال صور وزلزال نيفادا ،مع العلم بأنّ تحريك فالق صور-الزرارية وصل الى فلسطين بأقل من معدّل رقم المركز بدرجتين، فٳذا كانت قوّة الزلزال في فالقي صور-الزرارية 6,3 درجات حسب التجربة النوويّة المحتملة في صحراء نيفادا بتاريخ 21 شباط 2008 ،هذا يعني بأنّها لو حصلت لتحريك فالق صور لن تؤثّر على مستعمرات الكيان الصهيوني وهذا يجعلنا نشك بترابط في التجربة، وقال قعفراني: “ٳنّ ما نضعه من احتمالات عن ٳمكانيّة أن يكون زلزال فالق صور- الزرارية ناجماً عن تفجيرات نووية اسرائيليّة في البحر المتوسط وٳنّ لا يبعد مركز التفجير عن 6-13 كلم وعمق لا يصل الى أكثر من 300 م في الماء لأنّه عن عمق 1 كلم وما فوق ممكن أن يسبّب موجة تسونامي يتأثّر بها الكيان الصهيوني. ويضيف: “ما يؤكّد ذلك أيضًا هو ما نقله صيادو الأسماك عن حدوث الهزة الأولى ليل الثلثاء نهار الأربعاء الساعة 1,37 ليلا،وما شاهدوه من ٳنفجار قوي ذات طاقة هائلة ترافق مع ٳشعاع ضوء قوي في قاع البحر بالقرب من مدينة صور”.
خطوات العمل
وفي سؤالنا عن الخطوات التي ٳتّبعت في الدراسة أجاب قعفراني:
«أوّلاً، تم أخذ عينات من الرمل من منطقة يتوقع بأنّها لا تبعد أكثر من 6-13 كلم عن الصدع الموجود شمال مدينة صور ،وكذلك معرفة قياسها ٳذا كانت تحتوي على مواد مشعّة».
ثانياً، أخذت عينات من الإسفنج من نفس المنطقة وحرقها على درجة حرارة 450 درجة مئوية داخل وعاء مغلق وتحويلها ٳلى رماد ثم قياس عيّنات منها لمعرفة وجود ٳشعاع.
ثالثاً، معرفة ٳذا كانت الأسماك والإسفنج تحتوي على مواد مشعة وذلك مع الأخذ بالاعتبار المساحة التي أخذت منها العينة وبعدها عن مركز التفجير وكذلك المدة الزمنية”.
نتائج الدراسة
وعند سؤالنا عن النتائج التي توصلت ٳليها الدراسة قال قعفراني: “بعد قياس الإشعاعات الموجودة في الرمل،تبيّن بأنّ نسبة الٳشعاع هي أعلى بقليل من نسبة الbackground مما يجعلنا لا نلغي ٳحتمال التفجيرات النوويّة وفي الوقت نفسه لا نؤكّده.”
وللكشف عن حقيقة ما يجري ناشد د.قعفراني الدولة اللبنانيّة وكافّة المسؤولين فيها ليبادروا فعليًّا بالطلب من المجتمع الدولي والأمم المتّحدة ووكالة الطاقة الذريّة بالكشف عن وجود ٳشعاعات ورواسب ٳشعاعية قاطنة على عمق 1000-1500 م تحت سطح البحر مقابل الصدع الممتد من الزراريّة باّجاه القاسميّة بالقرب من صور.وتساءل قعفراني: “لماذا لم تطلب الدولة حتى الآن الإستعانة بخبرات خارجيّة فهي لا تتعامل مع الموضوع بجديّة رغم خطورته ،ولم تجر حتى اليوم أي دراسة علميّة للكشف عن حقيقة ما يجري، وما نراه لا يتعدّ تصاريح بعض الإختصاصيين، لكن بعدم وجود دراسة علميّة يبقى كل ما نراه في الإعلام قريب من لغة التوقّعات والإحتمالات وهذا لا يؤدّي لمعرفة حقيقة ما يجري معرفة علميّة”.
توقعات الشتاء المقبل
من خلال دراسته يتوقّع قعفراني: “خلال فصل الشتاء القادم ستتسّرب مياه الأمطار نحو المياه الجوفيّة ممّا يعزّز كميّة هذه الأخيرة في الطبقات الصخريّة القريبة من الصدوع المتوازية والمتساوية وعلى قطر لا يتجاوز 3 كلم ،وهذا من المحتمل أن يحدث عمليّة توازن جديدة للطبقات الصخريّة في منطقة صريفا يشعر بها سكّانها ولكنّها ليست خطيرة”.
تحاول إسرائيل اليوم القيام بأعمال إجرامية جديدة بحيث تحمّل الطبيعة مسؤوليّتها، فبعد الألغام والقنابل العنقوديّة والأسلحة الفتّاكة، هل بتنا مكبّا لنفاياتها النوويّة أيضًا؟
* الدكتور علي محمود قعفرانيمن
مواليد بدياس قضاء صور، أمضى 15 عاما من التعليم في جامعة بيروت العربية وأشرف على الكثير من الدراسات المتعلقة بالهزات الأرضية والزلازل
له عدة دراسات منها:
– الطاقة الشمسية
– الاحتباس الحراري
– المياه اللبنانية
3 هزات شمال الليطاني وجنوبه
ثلاث هزات متعاقبة، هلع، وقلق، ولا أضرار. هذه كانت حصيلة ثلاث هزات أرضية ضربت الجنوب خلال نحو 10 ساعات. وأعلن المركز الوطني للجيوفيزياء – بحنس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية أن “هزة أرضية سجلت في الحادية عشرة والدقيقة 48 ليل الثلاثاء 4 تشرين الثاني في منطقة الجنوب، وتحديداً شمال نهر الليطاني قرب زوطر الغربية. وبلغت قوتها 3،8 درجات على مقياس ريختر”.
كذلك، أفاد أن “هزة أخرى بقوة 3،3 درجات ضربت في الثامنة والدقيقة 29 قبل ظهر الأربعاء المنطقة نفسها”. وأشار إلى أن “هزة ثالثة وقعت في التاسعة والدقيقة 46 قبل الظهر في المنطقة نفسها، وبلغت أيضاً قوتها 3،3 درجات”.
وشعر أهالي بلدة صريفا بالهزة التي أعقبتها هزات ارتدادية. وأشاعت في أوساطهم خوفاً وقلقاً، مما دفعهم إلى مغادرة منازلهم واللجوء إلى البساتين. كذلك، شعر أهالي بلدة شحور وأرزون بهزة أخرى في التاسعة والدقيقة 45 صباح 5 تشرين الثاني الماضي.
وكانت هذه المنطقة تعرضت مرات خلال هذه السنة لسلسلة هزات أدت إلى أضرار مادية في الممتلكات والطرق.